تهنئة للشيخ على يوسف بالعيد

المقالة الرابعة (1)
لله ابتهاجك أيها الخليل (ابن العصر) الذى بسناه التوفيق بكل ناجه وبفعاله الغر كان بانتهاجه فلا عدمتك إنما ود بصحبتك الطرب ووفي عهده يخامرني منك العجب كيف اصطدت يا شراك الإدارك من الأغلاك زهرات الكواكب، وكيف جمعت دارا ري القاع وبين الأنجم الثواقب، وإني لك فى غير مما رأيت فى هذا العالم، علام الإنسان وإن كنت عبر الحقائق ولعمرك لقد طفت الجوكي أشيم برقلك لتنقب لي عن خبر هذه الظواهر وما رائي منها.
وحين قد أزلت اللبس منها أنا تركت حديث الأمر وطرحت حقيبة الهمس بالخمس، فأقبل أجزك الثناء على توفيق هذا العصر ومليك مصر واروها عني لأصحابك فى أرابك وهذه تهنئة عيدية للحضرة التوفيقية.
ما به من جوي ولا من حبابة لو يكن مغرما بها لا سمانه
ما إلي هكذا رايتا اصطبارا من فتي انتمو ترون شبابه
جهلوا حالتي وإني أنا الصابر قلبي لكل خطب أنا به
أنا ذاك الفتي الحديث ولكن لى فؤاد ديب الزمان أشابه
هذبته حوادث الدهر حتى نظرا الدهر حالة فأرابه
وعيون تري من الغيب مائه ثلج منه عودت منها الإصابة
كم ليال سهرتني على ظهر بحار من المنايا مذابة
وطريق قطعتها كان وطئ فى مسير لسنة أو نابه
ضلوا فى الخطوب و يا رب سؤال كان السكون جوابه
فلوا فى نظرات شرز الدهري فات خوفا مكانه وجرابه
فلذا تراه يرتاد حتفي بحسام الردي مجيدا ضرابه
لا ستقي الغيث ساحتي إن رأيت الدهر فى حالتيه إلا ذبابه
كيف اخشي عدوانه وملاذي ملك العصر دعوتي المستجابة
ذو السجايا الذى عز من كان تدبيره لدية شهابة
من أدارت يمنيه كره الدهر فأبدي بجانبيه اضطرابه
تفرق الناس من سطاه وإن لم يبد من سنيفه المذل قرابة
- كتبها الشيخ احمد ماضي للباحث ابن العصر ( الشيخ على يوسف) مهنئا أياه بالعيد ومقدما له دلائل المحبة ومعبرة عن آيات الصدافة والوفاء. ” انظر: جريدة الآداب- القاهرة- العدد 21 يوم الخميس الموافق 20 شوال سنة 1304-27 يونيو سنة 1887م- السنة الأولي – ص56،57.
وعجيب من دأبه العفو والصفح إذا أم ذو الجريمة بابه
فجميع المنايا ترجو وتخشي كل يوم ثوابه وعقابه
لو شكونا له الزمان يجرم لأنني بلثم الزمان ركابه
يا مليكا له الجلال ومولي كل مولي صفة لأنشابه
أقبل العبد وهو عبد فشرف يومه وأجملن سناك ثيابه
مذلتي فى يديه آيات بشري فتلونا آياته وكتابه
فابتهجنا بعود أنجالك الغر ابتهاجا وللسعود أنابه
فلتدم يا مليك غوما وغيثايز دري سببه بصيب ألسحابه
ولتعش يا عزيز فينا عزيز فى سنا والإله مولي الإجابة
ثم فلتقم أيها الخليل معي لترفع أكف الابتهال أن يديم لنا إشراف شمس التوفيق فى أفق الملك وسماء القطر، ولن يقوي شوكته على الدهر حتى تذل له الأنوف وتدين لجنابة الصفوف، وأن يجعل الأقدار طوع يمينه وأن يديمه غرة فى جبين الأيام معزز الجناب برجاله قرير العين بأنجاله أمين.