عجائب قدرة الله فى خلقه

 المقالة السادسة (1)

أي خليل الباحث لقد سألتني عن أمر عزعت به أركان نواميس الطبيعة وانتهي ارتجاج حلقاتها الذى كان يظن أنه منتظم إلى غير النهاية إلى نقطة جعلت الطبيعة نفسها محتاجة على عله ترز عليها ظاهر تها والإ انتهت بمن يتبعها إلى شفا جرف عار ينهار به فى عيناه المنيرة، ومالنا فقد نادانا لسان الحقيقة هلموا أيها الغافلون وانظروا على آثار صنع الله لعلكم تتفكرون.

         لقد صدقتك عينك أيها الخليل فإنك عند ما كنت تقلب طرفك فى الجو كان الكوكب النهاري مزمعا بإذن مبدعه على الانتقال من برج الجوزاء إلى برج السرطان أو كانت الشمس بدورتها الكبري قد فرغت من تعريض جزءها المشال لشعاع الشمس بسبب انحراف محورها. وإذا ذاك حدث وشاهدته أيها الخليل من أوقف الحركة الذى أوقعك فى العجب عندما رأيت قانون التجاذب أو ميزان الطبيعة عاجز عن التكفل بإيضاح عله هذه الحادثة.

         ونعم إنها للأمر الذى يبدد غيوم ما أفترضه المفترضون وتلحق بواضع حجته أوهام من هام فى مفاوز الغفلة وعار عن محجه الرشاد، ولكن لا تعجب أيها الخليل وسرح الطرق قليلا وراء ستار هذه الغياهب وأسبر  الأمر بمسار الحكم وامتطي جواد البحث على جري عادتك تتجلي جور الحقائق شاهدة بأن هذه العلل داخلة فى حقيقة معلو لأنها وارتباطها لم يكن إلا أثر يحتاج بعد التنقيب إلى فاعل مختار بيده مقاليد السموات والأرض سبحانه وتعالي عما يقولون علوا كبيرا (2)فمالك راعك هذه أللبث؟ ألم تعلم أن السماء بيد الله يقلبها كيف يشاء وأن الأرض لله يوريها ن يشاء فدع الساكن وشأنه والمتحرك وسلطانه واضع أقص عليك ما هو أعجب مما رأيت وأعزب مما رويت كنت قبل أن انزع جلابيب العادة ممن جال وجاب وإذا سئل أجاب وكنت أقطع النهار فى طلاب ما طاب وأواصل الليل فى استطلاع مسالة وجواب، فحضرني فى بعض الأيام شيخ وغلام فسلما ثم تكلما فقال الرجل قد جئناك أيها الشيخ فيما قبل إنك ابن بجدته وشن ألطبقته فهل التحول لو ثم ما يحول به فقلت أعرب ولا تطنب فإن كنت أعلم حل معضلئك وجواب مسألتك فحتك البيان وبالله المستعان فتفكرنى أمره ثم كشف عن صدره وأشار على ناحية غليه ومسير شعبه وقال: أواه يا من يجيب المضطر إذا دعاه فأخذت من هذه العلامات أنه مصاب بتعظيم الصمامات فبادرت بالمستقصية الصدرية، وجعلت أتسمع الحركة القلبية فرأيت الانقبا من والانبساط قد عرعا صدره ولكن اندفاع الدم من القلب أظهر لي أمره فقلت عليك أيها الشيخ بالديجيتال الأصفر فعند ضخامة فى البطين الأيسر.

  • كتبها الشيخ احمد ماضي لصديقة الشيخ على يوسف عندما اخبره عن رايه فى عجائب قدرة الله تعالي، حكمته تعالي فى شئون خلقه. ” انظر: جريدة الآداب- القاهرة العدد 22 يوم الخميس 16 شوال سنة 1304 الموافق 7 يوليو سنة 1887م- السنة الأولي – ص 69-70.
  • سورة الإسراء ، من الآية: 43.

فضحك حتى استلقي على قفا وقال لا حول ولا قوة إلا بالله أعت فراستي فيك بما أجريت على فيك فما ينفع الديجبتال فى مثل هذا الحال.

لقد اعتمدت على الظاهر شأن غير الحاهر، أما علمت أن أبقراط قال فى كتاب ( الأسباب والعلاقات) أن الأعضاء تتصرف فى الدواء قبل تصرفه فيها فإن فقدت منها قوة التمثيل لا ينفع فيها الكثير ولا القليل فكون الفوقات آفات وشرب النار يقول ضرب من الجنون ثم تناول الشفرة وأراد أن يشق صدره وقال:

فر هذا العذاب أوقع فى الآن نفس أن الحمام حلو المذاق فقلت لا يرحمك الله بعد أن تخرج من البيت أفعل ما ارتأيت ولا تحوجنا إلى كيت وكيت وتجهيز هذا الميت، وليتك ما أتيت، فما رميت نفسك أنت رميت فخرج يحرك شفتيه ويقلب كفيه، فعزمت أن لا أنظر بعدها لمريض ولو كادت نفسه نفيض وكان هذا مبدأ الاعتبار ووسيلة الاستبصار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى