مقال رسالة عن مقابلة رجل حكيم

المقالة السابعة (1)

أيها الباحث سرني ما رويت وأعجبني ما رأيت فإنك اهتديت إلى الخير وصادفت رحلا خطير وسيكون فاتحة الأخبار وصحيفة الاستظهار وإنه لحديث مطرب وأمر يوجب ما يوجب فلا تخف عف من الآن ما يمنحك به هذا الشيخ فإنه أبو العبر وإحدى الكبر وإذا اسعفتك الأيام بالنزول فى هاتيك الخيام فأذكر للشيخ اسمي واقراه من  السلام واحفظ ما يخرج من فيه ولا تتساهل فيه وقل له أيها السابح ما فعل البارخ فى السانح ؟ وهل يبارخ فى الطامح وما يفعل التبريج بهذا الطريح؟

    فهذه رسالتي إليه فلا تخفها عليه وقد فأنني أن أخبرك من حين بنبأ يقين عن الذين يجعلون العلوم عظيما، فقد حدثني من أركن إليه واعتمد فى الصدق عليه أن قوما يتكلمون فيما لا يعلمون، ويشيعون ويتشبعون ولا أطيل لك القول فى شأن من انتصبوا لتحقيق هذه الظواهر وما جلبوا على العقول من الضلال فإنهم من العدم متعاكسو الأفكار هذا ينقص رأي هذا وهذا يسفه ما ذهب إليه هذا حتى تركوا على وجوه الصحف سوادا أظلم منه نهار العلم يقولون أن الإدراك فعل من أفعال المادة اقتضاه التركيب ولكنهم يثبتون له أفعالا إلى غير النهاية فيجعلونه قادر فى المستقبل على أن يخلق الحياة التى عندهم ليست سوي استحالات عن الحركة التى هى أجزاء المادة وقد ضل قوم بأصنامهم

 (1)     كتبها الشيخ احمد ماضي أبو العزائم عندما حكي له صديقة الشيخ على يوسف ما صادفة من رجل حكيم يتمتع بالخبرة وكثرة السياحة فى الأرض واكتساب العبر ” انظر: جريدة الآداب- العدد 24 يوم الخميس 23 شوال سنة 1304الموافق 14 يوليو  1887م السنة الأولي – ص78-79.

وأجهل من ذاك من قال ذا وأنا أعلم أن الذى أوقعهم فى كبوحه هذه الظلمات وارا أو من سريان الأمور على نظام العادة وارتكانها فى صبرها إلى أمور محسوسة توجيها لهم الحواس على طريق الوهم، فتصادف قلوبا نزع منها نور الحكمة  و فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التى فى الصدور (1) وسأوافيك فى غير هذه المرة بما يجعلك فى تيار العجب من هذا الوهم الباطل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى