السيرة الذاتية

ميلاده ونشأته :

ولد العالم الجليل الدكتور جمال ماضى ابو العزايم فى 23 يونيو عام 1927 بمدينة سمالوط بمحافظة المنيا وهو كان يعمل ابوه السيد محمود ماضى ابو العزايم مترجم فى حكومة السودان وكان جده السيد احمد ماضى ابو العزايم مؤسس جريدة الآداب ومؤسس جريدة المؤيد مع الشيخ على يوسف وهو الاخ الاكبر للامام المجدد السيد محمد ماضى ابو العزايم استاذ الشريعة الاسلامية حيث نشأ الدكتور جمال ماضى ابو العزايم فى مناخ عائلى محافظ متدين معتدل حيث انه حفظ القرآن الكريم فى سن صغير وحصل على الابتدائية من مدرسة سمالوط الابتدائية وانتقل بعدها الى القاهرة والتحق بمدرسة الامير فاروق الثانوية بروض الفرج وحصل على البكالوريا عام1931و بعدها التحق بكلية طب  قصر العينى وحصل على البكالوريوس فى الطب والجراحة فى 7 يوليو عام 1943 وكان من اوائل دفعته .

 

رحلة العلم والعطاء :

بعدما تخرج الدكتور جمال ماضى ابو العزايم من كلية الطب بدأت رحلة علمه وبحثه وكان له باب خاص بمجلة المدينة المنورة حيث انه كان يكتب سلسة من المقالات بعنوان ينبوع القرآن الفياض وعجائب العلم بإمضاء ( بقلم ابن ماضى ) منذ سنة 1941 حيثما كان طالب بكلية الطب وعمل الدكتور جمال ماضى ابو العزايم بعد تخرجه مباشرة فى مستشفى العباسية للامراض النفسية حيث انه كان لديه اقتناع كامل على تطوير المستشفى والنهوض بمستوى علاج الامراض التفسية والعقلية وكان على دراية تامة انه سيواجه العديد من الصعوبات حتى يحقق النجاحات التى كان يأملها ومن هنا بدأت رحلته العلمية ولم يكن الدكتور أبو العزائم فى ذلك الوقت لديه الإمكانيات التى تؤهله لإحداث التغيير الذى يأمل ان يجريه فى هذا المجال و بدأ الاتصال بالمستشفيات المماثله فى الخارج للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم وهكذا بدأ ثورة إصلاحية كبرى فى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية التى كانت تسمى فى ذلك الوقت ” بالسرايا الصفراء “.

 

وكان شعار ثورته حق المريض العقلى فى حياة اجتماعية سليمة داخل المستشفى مع العلاج خارج الأسوار التى تم نزعها وكذلك الأسوار النفسية المعقده فى نفوس المرضى والتى نتجت عن طول الحبس والحجب عن المجتمع ,واتجه الفريق العلاجى الى تحقيق اقامة المجتمع العلاجى فى المستــــــشفى والذى تـــوسع في العلاجات التى تقدم للمرضى فلم يعد العلاج الدوائى هو الاستفادة الوحيدة من الوجود بالمستشفى بل اتسعت أساليب العلاج التى يتلقاها المريض الى أنواع جديدة عرفها الطب النفسى وهى العلاج الفردى و الجماعى والمعرفى والتأهيل المهنى الذى يساعد المريض على قضاء وقت مفيد اثناء وجوده بالمستشفى .

 

بالإضافة الى إكسابه خبرات جديدة بانشاء اقسام العلاج التى  تساعده فى العمل خارج  المستشفى  ثم إدخال أنشطة متعددة فى عملية العلاج منها استخدام الرياضة البدنية والموسيقى  و التمثيليات النفسية ( السيكودراما) وتوج كل ذلك بفتح المجال أمام النزلاء المزمنين للخروج فى رحلات ترفيهية خارج أسوار المستشفى وقد كان هؤلاء النزلاء محرومين من الخروج إلى المجتمع لاكثر من  سنوات عديده فكانت تلك الرحلات حياة جديدة لهم وولادة نفسية كان لها اكبر الأثر فى دفع السياسة العلاجية دفعات كبيرة وقد كان لهذا التغيير صداه فى مصر وتعداه إلى المراكز الطبية فى البلاد العربية ثم امتد إلى الكثير من المراكز المتقدمة فى العالم وأولته منظمة الصحة العالمية اهتماما كبيرا ودعت قيادات المستشفى الى مؤتمراتها لمناقشة التجربة والقاء الضوء عليها وقد انتقل هذا التغيير الى مستشفى الخانكه وهو ثانى مستشفى للأمراض العقلية فى مصر فبعد أن استقرت الأحوال فى مستشفى العباسية رأت قيادات الطب النفسى  فى مصر نقل الدكتور جمال ابوالعزائم لتطبيق تجربة العباسية فى مستشفى الخانكة  والتوسع فيها , وما إن عرف الطب النفسى دوره فى المجتمع ولمس الناس تطوره وضع الدكتور أبو العزائم  يده فى يد إخوانه الجدد من الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين ورجال الدعوة وكل المهتمين بالتربية النفسية ليبدأ مرحلة جديدة من التثقيف لكل فئات المجتمع .

 

حملات التوعية النفسية

و بعد ان استقرت الأحوال فى مستشفى العباسية والخانكه اتجه فكر الرائد الدكتور جمال ابو العزائم  الى مجال الطب النفسى الوقائى باعتباره سند الأمة فى الوقاية من الأمراض النفسية والعقلية وبدأ فى وضع خطة العمل الاجتماعى فى مجال الأفراد والأسرة والمدرسة  وسائر المجتمعات المحلية لــــتبـــصرة المجتمع والمختصـين بأهمـية الطب النفـسى الوقــائى ووضــع  وترسيــــخ أسســه ومبادئه فى المجتمـع وبدأ أولى مراحل ذلك بإقامة ندوات بالمدراس والمصانع والجامعات هدفها فتح باب التحاور مع أفراد المجتــمع والتعــرف على مشــــــاكلهـم ومحـاولة إيجاد  الحـــلـــــول الفــوريـــة أثناء النـــدوة أو مناقشة المشاكل النفسية للأفراد خـــارج النــدوة ومــن خــلال هــذه الندوات استشعر الدكتور جمال والفريق المعاون له أهمية إنشاء عيادات نفسية متخصصة فيما بعد  وإقناع المسئولين فى الوزارات المعنية بذلك

 

 

العيادات النفسية المتخصصة

وبدأت مرحلة فتح عيادات نفسية للجماهير فازداد وعيهم بالطب النفسى وسهّل وجود منافذ للعلاج لجوئهم المبكر له  وكان طبيبنا أول من دعته منظمة الصحة العالمية لزيارة مؤسسات الصحة النفسية بإنجلترا وهولندا وسويسرا فى أكتوبر عام 1954 وكانت هذه أولى الزيارات الخارجية فى حياته فاستعد لها وقرأ الكثير من الدوريات والمراجع العلمية ، وفى لندن  زار منظمة الصحة العالمية  وتحدث مع مدير المنظمة عن أحوال الطب النفسى بمصر  بعد ان أمضى سنوات عديدة  يكافح فى علاج المرضى بالخانكه والعباسية .

 

وكان لهذه الرحلات الخارجية اكبر الاثر فى نقل التقدم العلمى فى تلك البلاد إلى العمل الطبى النفسى فى مصر وكذلك اطلاع الخبراء الأجانب على التجربة المصرية وإيجابياتها وسلبياتها وكيفية التغلب على المعوقات فيها.

 

رحلات علمية أخرى

واتسعت الزيارات الخارجية إلى معظم دول العالم بدءا من هولندا وإنجلترا وسويسرا ثم الهند وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وجميع البلدان العربية والأفريقية والآسيوية والمكسيك وكانت  نتيجة هذه الزيارات والتلاحم والتفاعل مع المراكز العلمية المتقدمة فى هذه البلاد , أن مُنح د. جمال  شهادة الزمالة من الكلية الملكية  للطب النفسى  بلندن عام 1976 والأهم من ذلك اعتراف هذه الكلية بمستشفى الأمراض النفسية بالعباسية كمستشفى تدريبى لها .

 

وقد أولت منظمة الصحة العالمية هذا النشاط كل اهتمامها وأعلنت عنه ودعت العاملين فيه الى اجتماعاتها  وقدموا التقارير الدولية ورأسوا  المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية .

ونتيجة لكل ما سبق انتقلت مستشفى العباسية من مستشفى مغلق إلى مستشفى عالمى وتم تغيير اسمها الى دار الاستشفاء للصحة النفسية حتى يزيل كل الآثار النفسية السيئة لدى المرضى من الاسم القديم .

 

تطوير خدمات الطب النفسى

و اتسع اهتمام د. جمال أبو العزائم بعد ذلك ليشمل   فئتين من المرضى هما مرضى الإعاقة العقلية والمدمنين فتم تطوير قسم منفصل فى مستشفى العباسية ليكون اول قسم متطور لعلاج الإعاقة العقلية وادخل فيه احدث النظم فى التشخيص والعلاج والتأهيل للأطفال المتخلفين عقلياً وكذلك تم إنشاء أول قسم داخلى لعلاج مرضى الإدمان بالمستشفى وتأهيلهم مهنياً واجتماعياً ليعودوا إلى المجتمع بعد فترة الاستشفاء أصحاء طبيعيين .

 

ونتيجة هذه الجهود فى مجال الطب النفسى والإدمان فى الداخل والخارج تم انتخاب د. جمال ابو العزائم رئيساً للاتحاد العالمى للصحة النفسية عام 1985 حتى عام 1990 حيث شارك من خلال هذا الموقع فى تطوير خدمات الطب النفسى فى مصر والعالم العربى والعالم الخارجى وذلك من خلال عقد اللقاءات والمؤتمرات التى يتم فيها تبادل الخبرات والتجارب وقد ترك لنا الرائد العظيم خلاصات تجاربه فى حقل الطب النفسى فى عـدة كتب كان مـن أبرزها”مواقف مع الطب النفــــسى فى مصرمن1943 إلى 1996 ” شرح فيه تجاربه فى المجال النفسى  .

وقد اهتم د. جمال ابو العزائم بإنشاء الجمعيات الأهلية التى تخدم ميدان الطب النفسى إيمانا منه بأهمية مشاركة الجماهير مع الدولة فى هذا المجال. وقد بدأ ذلك منذ المراحل الأولى فى حياته فتم إنشاء “الجمعية المصرية للصحة النفسية ” عام 1948 ثم جمعية” أولى العزم الدينية ” التى كان شعارها إقامة المسجد الجامع المتضمن لجميع الخدمات التى يحتاجها  الإنسان فى حياته وكانت هذه الجمعية هى نواة إنشاء الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية عام 1985 والتى رأســـها لعــدة أعـــوام

ومازالت منارة لنشر تعاليم الدين الاسلامى فيما يختص بمجال الطب النفسى وقد استقطبت هذه الجمعية العديد من قيادات الطب النفسى فى العالم الاسلامى وبدأت تؤثر فى المجتمع من خلال مجلة “النفس المطمئنة” التى تصدر عن هذه الجمعية منذ عام 1984 و الندوة الشهرية التى تنشر مبادئ الجمعية وتقام فى الأربعاء الأخير من كل شهر واتخذت مقراً لها قاعة الاجتماعات الكبرى بمستشفى د. جمال أبو العزائم بمدينة نصر .

 

وفى مجال علاج الإدمان شارك مع الكثيرين من الزملاء فى تطوير الجمعية المركزية لمنع المسكرات ومكافحة المخدرات وانبثق عنها ومنها فكر متقدم لتبادل الخبرات والتجارب العربية فى هذا المجال الهام فتم إنشاء الاتحاد العربى للجمعيات الأهـــليــة العــاملة فى مــجال الإدمــان والذى رأســـه د. جمال ماضى أبو العزائم وكان هدفه وضع استراتيجية عربية موحدة للعمل فى مجال الإدمان فى البلاد العربية كما انشأ الجمعية المصرية للوقاية من الإدمان ( برايد مصر ) حتى يحمى شبابنا من هذا الخطر الداهم .

\

 

الدكتور جمال ماضى أبو العزائم ومراكزه العلمية :

 

والدكتور جمال ماضى أبو العزائم الذى يعمل فى الحقل الطبى منذ 1943 كان  أول من اهتم اهتماما كبيراً بالعمل فى تشخيص وعلاج الإدمان وأقام أولى العيادات الخارجية بوسط القاهرة وكانت حياته زاخرة بالنشاط الاجتماعى والطبى والدينى ونال اعلى الدرجات والمناصب العلمية ورأس العديد من الاتحادات والمؤتمرات مثل :

*عضو الكلية الملكية للطب النفسى بلندن وزميل الكلية منذ عام 1976

*خبير الطب النفسى لمنظمة الصحة العالمية .

*رئيس الاتحاد العالمى للصحة النفسية

*رئيس الجمعية المركزية لمنع المسكرات ومكافحة المخدرات منذ عام 1972.

*رئيس اللجنة العالمية لمكافحة الإدمان بالاتحاد العالمى للصحة النفسية منذ عام 1987الى عام 1999.

*رئيس الجمعية العالمية للصحة النفسية بمصر منذ عام1980

*رئيس تحرير مجلة النفس المطمئنة منذ عام1984

*رئيس المؤتمر العالمى للصحة النفسية بالقاهرة عام 1987.

*رئيس مؤتمر الأقصر للصحة النفسية  عام 1989 .

*أستاذ زائر ورئيس قسم الطب النفسى جامعة الأزهر عام 1967-1977.

*مدير عام دار الاستشفاء والصحة النفسية عام 1976.

 

مؤلفاته

-مواقف مع الطب النفسى فى مصر . 

 – كتاب مستشفى العباسية بين الباب المغلق و الباب المفتوح .

-الإدمان  المشكلة و الحل .

-نفوس وراء الأسوار .

-القرآن و الصحة النفسية .

-هدى النبوة .

-الصحة النفسية حول العالم .

– نشر العديد من المقالات فى مختلف المجلات العربية والإسلامية .

 

رحلة الدكتور أبو  العزائم  بالتواريخ والأرقام 

  • فى عام 1948 انشأ الجمعية المصرية للصحة النفسية
  • فى عام 1952 جمعية أولى العزم الدينية .
  • 1954 دعته منظمة الصحة العالمية لزيارة مؤسسات الصحة النفسية .
  • فى عام 1954- 1955 مؤتمرات ” لندن هولندا سويسرا اسطنبول” .
  • فى عام 1957 أصدر مجلة الخبر السار وحطم أسوار مستشفى الصحة النفسية .
  • فى عام 1958 معرض دار الحكمة لرسومات المرضى .
  • فى عام 1958 أسس جمعية التضامن الاجتماعى .
  • فى عام 1963 أنشأ فى مستشفى طنطا أول عياده للصحة النفسية واخرى  بالمحلة الكبرى.
  • فى عام 1967 عين مديراً عاماً لمستشفى العباسية ” 4200 نزيل ” .
  • فى عام 1968 تم تكوين عيادة  بالجمعية المركزية لمنع المسكرات ومكافحة المخدرات وإنشاء فروع أخرى فى محافظات مصر .
  • فى عام 1970 مؤتمر الصحة النفسية الأول .
  • فى عام 1972 مُنح عضوية الكلية الملكية للطب النفسى بلندن .
  • من عام 1972- 1999 رئيس الجمعية المركزية لمنع المسكرات و مكافحة المخدرات .
  • فى عام 1976 زميل الكلية الملكية للطب النفسى فى لندن .
  • فى 6 مايو عام 1978 منحه الرئيس الراحل محمد انور السادات نوط الامتياز من الطبقة الأولى لدوره فى مجال العمل الإجتماعى .
  • فى عام 1984 رئيس تحرير مجلة ( النفس المطمئنة ) .
  • من عام 1985- 1990 رئيس الاتحاد العالمى للصحة النفسية .
  • من عام 1985-1999 رئيس الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية بمصر .

مؤتمرات سنوية :

 

رأس الفقيد ونظم العديد من المؤتمرات السنوية فى كل  عام منها :

  • مؤتمر سوزان مبارك “نحو استراتيجية عربية للوقاية من الإدمان “عام 1992
  • مؤتمر اليوم العالمى لمنع الادمان فى يوليو من كل عام بدءاً من عام 1993 .
  • مؤتمر اليوم العالمى لمنع العنف فى ابريل من كل عام بدءاً من عام 1994
  • مؤتمر اليوم العالمى للصحة النفسية فى اكتوبر من كل عام .
  • الاحتفال باليوم العالمى للمعوقين وذوى الاحتياجات الخاصة فى سبتمبر من كل عام بدءاً من

 عام 1995

  • رئيس المؤتمر العالمى لحل الصراعات الأسرية والاجتماعية من عام 1992 الى  عام 1994 .

 

 

الخدمات النفسية الخاصة التى قدمها

  • انشأ مستشفى د. جمال ابو العزائم بمدينة نصر عام 1968 .
  • مستشفى الصحة النفسية فى المدينة الصناعية بمدينة العاشر من رمضان عام 1991 .
  • مستشفى الصحة النفسية بمدينة العياط عام 1993 .

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى