الصحة النفسية مع برامج التليفزيون

 

المذيعه:

يعتبر ادمان الخمر من اقدم المشاك الانسانيه التى حيرت العلماء وقادة الاصلاح الاجتماعى فى جميع الاجيال وللاسف الشديد ان الخمر اصبحت الان من الاشربه الشائعه فى مصر . ومن العجيب ان الكثير من الذين يشربونها يعلمون ما يكمن فيها من الضرر والشر لهم ولذويتهم وللهيئه الاجتماعيه ومعنا اليوم الدكتور جمال ماضى ابو العزايم أخصائى الصحه النفسيه ليحدثنا عن هذة الظاهرة من جوانبها المختلفه.

س:ما هو مدى انتشار الادمان على مستوى المسكرات فى مصر؟

ج:أعتقد واننا ما زلنا والحمد لله من البلاد التى يقل فيها ادمان المسكرات لحد بعيد وأذا نظرنا الى مرضى الادمان الذين يصابون بالمرض العقلى فى مصر وقارنا احصائيا عددهم بالنسبه لفرنسا مثلا لعرفنا مقدار الفرق . يدخل اقل من 1%من المرضى بالمرض العقلى نتيجه الادمان بمستشفيات الامراض العقليه بالجمهوريه.

بينما يدخل حوالى 60%من مرضى الادمان الى المسكرات مستشفيات الامراض العقليه بفرنسا .

ومن هنا نجد ان الجمهوريه العربيه المتحدة ومازالت والحمد لله بعيدة عن هذا الوباء الخطير . والحقائق تؤيد ذلك فلا توجد اى خمارة فى الطرق وعدد هذة النقاصات فى تناقص مستمر وليس معنى ذلك ان هذة المسأله غير ذات موضوع أذ يجب علينا أن نكون دائما متيقظين لها حتى لا يشترى خطرها .

س: ما هى الدوافع للادمان على هذة السموم؟

ج: هنااك اسباب نفسيه وعضويه واسباب اجتماعيه :

والاسباب النفسيه:

نلاحظ عند هؤلاء المرضى القلقين الذين يحاولون اطفاء قلقهم بالادمان على المسكرات ونجد ان نسبه كبيرة من المدمنين بدأو بعض تعرضهم لصدمات ومشاكل الحياة . اولمزاج وتسليه لعدم شعورهم بالهدوء النفسى او كتقليد ومجاراة الاصدقاء ويدل هذا دائما على ضعف الشخصيه .والبعض يدمن بعض مرض جسمى او بسبب الاقلاع عن الحشيش.

أن معظم هؤلاء المدمنين يشعرون فى داخل نفسيتهم بالخوف ولا يستطيعون ان يتكيفوا مع واقع الحياة لذا فهم يهربون وينسجبون الى عالم الخيال عن طريق المسكر وهنا يبدأ الخطر  . فبدلا من مواجهه المشكلات ومحاوله حلها يهربون الى المسكر

ويعمل المسكر على هدم صحتهم النفسيه والجنسيه والعقليه والاجتماعيه .

س:أذن ما هو تأثير المسكرات على اعضاء ؟

ج: نبدا بالحديث عن الجهاز العصبى والخمر اول ما تؤثر على المراكز العليا للجهاز العصبى فتخدرها وتسكنها وبازدياد نسبه الكحول فى دم السكران تتأثر بالتدريج المراكز الاخرى بالجهاز العصبى حتى يصل هذا المخدر الى المراكز الحاسه بالنخاع الشوكى وهنا اذا ازدادت النسبه تحدث الوفاة . وبتوالى التعاطى تضحمل المراكز العليا وتفقد قدرتها . ويتأثر حكم الخمور على الاشياء ويقل فهمه للامور .

وتضعف زاكرته واحساساتهوعواطفه وبتوالى هذة التعاطى يصاب المدمن بأمراض نفسيه وعقليه مختلفه .

كجنون الشرب وهى نوبات تصيب بعض المدمنين تسبب عندهم شهوة غريبه للشرب فيندفعون فيها ليلا ونهارا.

وكمرض الكور ساكوس ويحبه التهاب بالاعصاب واحيانا عرق النساوما يصحبه من الام شديدة وضعف فى الحساسات ويمتاز هؤلاء المرضى بكثرة الكذب وسرعه التاثر والايحاء . نتيجه لتأثير الخمر على مراكز الذاكرة وبعض المدمنين يصاب بنوبات تشنجيه وأخرون يصابون بهذيان وارتعاش ومخاوف عديدة. وبعضهم يصاب بجنون الهلاوس والمرض العقلى المزمن .

وللخمر تأثير ضار على معدة وامعاء المدمنين الذين يصابون بألتهابات مختلفه واكبر تأثيرها على كبد المدمنين الذى يتليف ويضعف.

س: ما هو تأثير الخمر على النواحى الاجتماعيه؟

ج: لا يقتصر مض الخمر على السكير نفسه بل يمتد غالبا الى عائلته واحيانا الى ذريته. فمن اظهر مستوى الخمور هبوط مستوى الاخلاق عند متعاطيها فحب الذات وعدم الشعور بالمسؤليه والاستهتار بالواجب وضعف الادارة اقل اضرارها . فشاربوا الخمر لا يتحملون عاطفه لاحد، ونراهم مهرجون وينسون عائلتهم ، ونلاحظ عليهم كثرة الكدب والشك المرضى .

 

وكل هذا يؤثر على علاقاتهم مع الناس وبالذات علاقاتهم مع افراد الاسرة ويبدأ بيت المخمور فى التفكك والتهم يوما بعد يوم .

وعندما يضعف المخمور جسميا يكرة عمله وتكثر اجازاته المرضيه ويتأثر عمله طبقا لذلك ونراهم فى أخر الامر وقد فقدوا وظائفهم وينعكس اثر ذلك على صحتهم الاجتماعيه .

وهناك علاقه وثيقه بين الخمر والبغاء فعندما تنطلق الغرائز البدائيه من اثر التخدير يحاول المخمور ارضائها باى طريقه .

وللمسكرات اثر ضار على الناحيه الماليه للسكير الذى يفقد ثروته  وما هيته لهذة النزعه الغلابه المرضيه نزعه الادمان . وكذا لضعف ارادته وقله فهمه وكثرة غيابه مما يوقه هؤلا المرضى مهما كانت ماليتهم فريسه الفقر والعوز.

واخيرا نجد هؤلاء المرضى وباءا اجتماعيا يكثر الطلاق بينهم النزعات الهدامه ويبحون عاله على المجتمع ويصبح اثرهم مشاكل اجتماعيه واحداث مشردين.

 

س: ما هى علاقه الخمر بالاجرام؟

ج: يكثر الادمان على المسكرات بين المجرمين ويصل الى درجه 56% تقريبا ممما يدل على اهميه الخمر فى ارتكاب الجريمه . وتصل هذة الجرائم الى جرائم قتل النفس وجرائم الاهانه وجرائم الاخلاق والاهمال . وكل ذلك نتيجه لضعف شخصيه المدمن ونكوصه الى الاحوال البدائيه . وضعف سيطرته على نسفه .

س: ما هو علاج هذة المشكله؟

ج: اولا الوقايه خيرا من العلاج وللوقايه طرق كثيرة فالتربيه الدينييه النفسيه الصحيحه للاولاد امان من الانحاف. نحن نريد نشئا قويا من الناحيه النفسيه والجسميه والدينيه يتحمل برصيد برصيد من الاخلاق ويعرف كيف يحل مشكلاته عندما يتعرض لها. وكيف يتمتع بأوقات فراغه فى مرح برئ ومتعه ىنفسيه جميله .

نريد ان ننظم برامج يوميه وألا ننسى باطبع المثل والاداب وان ننشر بين الناس فوائدها وقوة احتمال من يتحلى بها .

والحمد لله لقد حرمت الخمر كل الاديان وامامنا الطريقه المثلى التى حرم بها القرأن الكريم الخمر ونجح فى تثبيت قواعد هذا النجاح . فأول أيه انزلت نراها تنص ((ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون مكرا ورزقا حسنا )) فاعترف بها اولا ثم مالبث ان نزلت ايه اخرى ((لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعرفوا ما تقولون )) وهنا بدأ التحريم على درجات ثم نزلت ايه اخرى ((ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيها اثم كبير ومنافع للناس وأثمها اكبر من نفعهما)) وبدأ بيان اثار الخمر وبدأ الصحابه الاول للرسول فى احتماعتهم اليوميه يتعرفون على اضرار الخمر وعلى أثامها وبدأ المسلمون الاول بالتدريج يجتمعون عن الخمر.  بعد عشر سنوات من بدأ المنع نرى من عمل الشيطان فاجتنبوة لعلكم تفلحون، أنما يريد الشيطان ان يوقع ينهم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون)).

هذة الطريقه المثلى التى عالج بها الدين الاسلامى هذة الظاهرة اعترف بها اولا ثم بعد مضارها خطوة بعد خطوة ثم حرمها بعد ان تغلغل فى نفوس الناس وبعد ان عشقوا مبادئهواجتنبوا نواهيه.

نريد من كل وسائل الاعلام ان تبدا حمله على الادمان على المسكرات والمخدرات نريد منها ان تبين للناس المضار النفسيه والعقليه والجسميه والاجتماعيه حتى يزداد وعى الناس وان يقلموا عن رغبه لا عن رهبه . والله يوفقنا لخير الموظفين جميعا….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى