الصبر وتربية الارادة واقتحام المخاطر

يمر الانسان منذ ولادته فى مراحل متعددة حتى يصل الى النضوج الجسمى والنفسى والاجتماعى والاخلاقى ونرى البعض يصل سريعاص والبعض يتأخر وفريق لا يستطيع الوصول وتعمل البيئة على الاخذ بيد النشء فى مراحل نضوجهم الجسمى من حمايتهم من الامراض وتقديم الغذاء المتكامل الصالح ووضع البرنامج اليومى الذى يساعد على مسيرة النضوج

وتقوم البيئة كذلك برعاية خاصة بهم ضاربة المثل وواضعة الخطط يوماً بعد يوم حتى يصلوا الى النضوج النفسى مع وصول اجهزتهم العصبية الى هذا النضوج

وتتفاوت قدرات الناس فى مستوى النضوج طبقاً لدرجان تنمية إرادة الانسان هذه الارادة التى تحفظ النضوج الجسمى والنضوج النفسة والاجتماعى والاخلاقى وتجعل من هذا الكيان الانسانى طاقة تميزه عن اقرانه وترتفه به او تهبط به اخرى بمقدار نضوج هذه الارادة وتنميتها .

والصوم والصبر هماا الفيتامين الاول الذى ياخض بيد الارادة والآباء والامعات هم المثل لتعليم الصوم والصبر وكلما تعرض الانسان للصبر فى ايام حياته الاولى كلما نمت الارادة واستقرت وسلكت طريق القوة والثبات والوصول المبتكر الى النضوج .

وهناك علاقة بين الارادة والتفكير والتخطيط عند الانسان ونجد الانسان وهو يتعامل مع البيئة يتعامل معها لكل طاقاته وتستقبل اجهزته العصبية ملايين المؤثرات الضوئية والصوتية والحسية والكيميائية من حواسه المختلفة وتدخل هذه الاحاسيس الى مراكزه العصبية وهناك يعرف الانسان مايحيط به وينفعل طبقاً لما فى البيئة الخارجية من مؤثرات وسرعان مايفكر ويخطط ثم تصدر منه شرارات كهربائية لترحك جهازه العضلى الحركة المناسبة وهذا هو السلوم .

فالمعرفة اولاً ثم الانفعال يتلوه السلوك وتتضح المعرفة حسب ماتقوم به البيئة من تربية وتعريف للانسان وهنا تكون لإرادة المربين دور هام فى تكوين إرادةا لنشء

ويمارس الانسان سلوكه فى البيئة حسب ما اكتسب ومارس ونجح وحصل من إرادة وصبر على هذه الممارسة وتقوى طاقاته حسب ثبات إرادته وتعلمه وتخطيطه غنه يواجه عقبات وعقبات ويحاول من هذه العقبات بطاقاته الجسمية والنفسية والاجتماعية والاخلاقية ويجتاز العقبات ويشعر الانتصار الذى يحفزه إلى اجتياز عقبات اخرى ويصبر ويصبر فتقوى إرادته وتدفعه الى المزيد من النضوج .

وترى القرآن يتحدث عن ذلك ويقول ( وما يلقاها الا الذين صبروا ) ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم )

( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )

وعندما تطلع على إعجاز العلم فى السنين الاخيرة تجد انه كلما صبر الانسان أفرزت خلاياه العصبية من جهازه العصبى والدورى مواد كيميائية تثبته وتقويه وتحفزه لاداء عمله بصبر وجلد ويتحدث القرآن عن ذلك فى قوله تعالى : ( ربنا ألإرغ علينا صبراً .. وثبت أقدامنا )

وتقوم ارادة الانيان بإيفاد شحنة بدء العمل وهذه الشحنة هى شحنة كهربية وكيماوية تسرى من جهازه العصبى الى اعصابه الى عضلاته التى تبدأ بالانقباض والانبساط حسب نوعية الشحنة ومقدارها ومصدرها فى جهازه المركزى وتفيض هذه الشحنة فيضاً الى العضلات المختلفة وسبحان القادر الذى خلق فسوى واحكم مسيرة هذه الشحنات فى أنسجة ادق مئات المرات من شعر الانسان .

وتفيض هذه الشحنات التى اصبح العلم قادراً على قياسها ومعرفة سريتها كل هذا الفيض كما يفيض النهر ويتحدث عنها القرآن قائلاً : ( وما تكون فى شأن وما تتلو منه قرآن , ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه )

وكلما كان هذا الفيض عالياً نتيجة للارادة الصلبةالتى تفكر وتصمم وتتوكل مقتحمة العقبات كلما حقق الانسان انتصاراته وحق له ان يكون خليفا لله فى ارضه يعمرها ويعبدها ويستكشف طاقاتها وكنوزها .

ويوصى الحق الانسان بمتابعو الاقتحام للعقبات ويحفزه على المثابرة فى العمل ويقول : ( فلا أقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة ) .

ويتحدث عن عقبات نفسية من الشح ويوصيه بإقتحامها ( فك رقبة أو إطعام فى يوم ذى مسغبة يتيماً ذا مقرقة او مسكيناً إذ متربة ) ويتحدث عن سمات شخصية المقتحمين ويقول ( ثم كان من الذين ىمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) .

سمة الصبر والتحمل والجلد واستمرارية العمل وسمة اخرى سمة الرحمة والمحبة والبذل والكرم تتحد هذه السمات جميعاً مكونة شخصية صابرة رحيمة يصفهم القآن فى موضوع آخر قائلاً : ( محمد رسول الله والذين معه أشد على الكفار رحماء بينهم )

هذه هى بعض ثمار الصوم والصبر والتدريب لاقتحام العقبات

وفقنا الله وسدد خطانا مع طريق أولى العزم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى