الحج سعادة وعلاج للنفس والروح

 

يهتم الاسلام اهتماماً كبيراً فى جميع العيادات بالعمال الجماعى الواحد فإجتماع صلاة خمس مرات يومياً واجتماع اسبوعى إبان الصلاة كل اسبوع واجتماع سنوى اكبر مع صلاة العيد الاصغر والعيد الاكبر واجتماع عالمى لمن يستطيع إليه سبيلاً فرض مرة فى حياة الانسان على الاقل هذا الاجتماع العام العالمى هو اجتماع الحج حيث يلتف المسلمون حول الكعبة للطواف عند قدومهم وعند صلاتهم اليومية وعمرتهم ووداعهم .

وهكذا يخرج المسلم منذ بداية حياته الى الجماعة والعمل الةاحد فى اطوار حياته اليومية والاسبوعية ويتقابل مع اخوته فى الوطن الاسلامى مرة على الاقل .

والجماعة تقلل التوتر وتذهب القلق وتؤدى الى الفرحة والانطلاق وتعين أعضائها على مزيد من التحمل واجتياز المصاعب وتنمى اخلاقيات راقية عن كيفية التعامل مع الآخرين فى الجماعات ورفع العمل والانتاج الى اعلى درجاته وهذا هو تمام التمتع بالصحة النفسية وفى ايام الحج يرتقى المسلم الى درجة الرجل يقول الحق عز وجل فى هذا المعنى ( رجال لا تليهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )

والحج توبة نصوح الى الله تستوجب تمام الاستبصار بنفس الانسان ودوافعه وكذلك توبة الاعضاء التى تنفذ دوافع هذا الانسان وهذا يستوجب ان تتوب العينان عن النظر الا للحلال والسمع عن السمع إلا لما هو مستحب والفم واللسان عن تذوق الحرام او الحديث فيما يغضب الله وألا تمتج اليدان الى ماحرم الله والا تنصرف الشهوة الجنسية إلا الى الحلال , والا يسعى القدم الا فيما يرضى الله وهذه هى قمة التوبة والرجوع الى الله وارى ان هذه الاعضاء السبعة يعينها قول الحق ولقد آتينام سبعاص من المثانى والقرآن العظيم , والسبع المثانى التى تشير اليها الآية – كما ارى – هى هذه الحواس والاعضاء المفترقة إما للحسنات وإما للسيئات وهى مثنوية لتمام كرم الله حتى إذا تلفت احداها قامت الاخرى بعملها فهى مثنوية وتغذى بأعصاب مثنوية من كلا فصى المخ , ولذا نرى ان الآية القرآنية (( ولقد آتيناك سبعا من المثانى )) والقرآن العظيم يتبع هذه الآية توجيه سلوكى ويقول الحق ( لاتمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين , وقل إنى أنا النذير المبين )) إشارة الى هذه الاعضاء التى يجب ان تسير فى طريق الشرع وتلتزم به .

وما احسن ان يقوم الحاج إبان الطواف بتذكره هذه الآية وان يطوف مع كل جارحة من جوارح جسمه , يعاهد أثناء طوافه وعند الحجر الاسعد يعقد العزم على عدم العودة , وعند تمام السبع اشواط يصلى عند مقام ابراهيم وهو يعاهد الحق عز وجل حتى يقبل منه توبة اعضائه وقد عزم اكيداً على ألا يقترف الذنوب بهذه الاعضاء .

والسعى كذلك بين الصفا والمروة فيه تكرار لهذه العملية السلوكية وزيادة استبصار بطاقات الانسان مما يؤكد العزم ويزيد رصيد الصبر على الدوافع الشهوانية , ثام ياتى يوم عرفة وقمة التجمع فى مؤتمر عام اسلامى , وقمة التوبة والرجوع والدعاء والتسبيح ثم ييض من حيث افاض الناس وهناك فى منى يرمى السبع حصوات تاكيداً للالتزام بالطاعة والبعد عن المعصية , وقد رمى الشي\ان وبعد عن وسوسته وتاكد من ذلك بالرمى وإعادة الرمى زيادة فى تظاكيد التوبة لمدة ثلاثة ايام .

وإنى ارى ان هذا المعنى يجعل من الانسان الذى يستبصر بنفسه طبيباً نفسياً يقهر دوافعه على الطاعة ويجعل من الحج اعظم عيادة نفسية لتقوية الارادة محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بنهم )) ويجعل من الحج مدرسة للحافظ على العهد (( إن العهد كان مسئولاً )) ويقيم عالماً تسوده المحبة والوئام مع آداب سلوكية ما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )) والحج سياحة جسمية ونفسية ترقى بالمسلم إلى مدارج السعادة والرضا فهو بذلك أعظم علاج ورقى للانسان وشخصيته إذا استبصر بقيمته

هدانا الله صراطه المستقيم ومنحنا السعادة النفسية والروحية إنه نعم الولى نعم النصير

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى