حديث مع الكعبة عن الصحة النفسية

حفظت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله وملائكته تسوق الأهبل إلى أهله ) واحمد لله أن صحبني في زيارتي للكعبة أخ فاضل وهو الأستاذ الدكتور / أسامة الراضي دخلنا من باب السلام وواجهتنا الآية القرآنية : ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) وطفلنا حول الكعبة سبع مرات ذاكرين الله كثيراً ومستبصرين بمعنى الآية ولقد آتيناك سبعاً من المثانى والقرآن العظيم وشاكرين نعم الله أن أعطنا سبعا من الأعضاء المثنوية نرى بها ونسمع كذلك ونتكلم ونعرف ونعمل ونسعى ونتزاوج بها , وجلسنا أمام الكعبة بعد صلاة ركعتين عند مقام إبراهيم

جلسنا نتأمل ونتدبر ونتحادث ووجدنا أنفسنا في حديث مع الكعبة عن الصحة النفسية وبادرني صديقي بقوله أسال ما تشاء فاللكعبة طاقات سوف تسمعك الإجابة فوراً وأنا والكلام هنا لصديقي اعتبر نفسي خادما من خدام الكعبة سوف أجيبك نيابة عنها إلا إذا تدخلت وأجابت وصححت أخطائي عندئذ بدأنا حديث الكعبة .

 

س: هل للكعبة دور في الصحة النفسية ؟

ج : الكعبة حصن الأمان النفسي والزائر للكعبة حاضر القلب مع الله يراد الأكبر الأعظم الأعلى المدبر لكل الطاقات والمواهب لكل النعم وهذا منتهى الأمن أن يكون الإنسان مع الله الحفيظ العليم الواقي واستمع إلى القرآن وهو يقول ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وآمنا ) وهو يقول كذلك ومن دخله كان آمناً ودعاء سيدنا إبراهيم باني الكعبة وهو يقول وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً والأمن والأمان حقيقة الصحة النفسية عندما يتوقف الصراع وتصل النفوس الإنسانية إلى السكينة والطمأنينة والأمان والكعبة بمعناها الشامل العام هي حقيقة العبادة الحقة الخالصة العذبة التي توصلك للخشوع والفلاح قد أفلح المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون وزائر الكعبة يغتسل ما شاء الله له أن يغتسل وتقوى إرادته وتنضج وهو يعقد العزم للزيارة ويقوى على السفر والطوائف والصلاة والسعي والهرولة وشرب ماء زمزم ثم الجلوس للتأمل والتدبر كما نفعل نحن الآن وكل هذه أسس الصحة النفسية إرادة صادقة معقودة على الهدف , استعمال جيد للماء والنظافة وتلطيف للأجهزة العصبية بهذا التنبيه الجيد لها وغير كثير ثم أعمال جسمية مصحوبة بحضور نفسي وهى ممارسات علاجية لوظيفة الإنسان ثم سعى وتكليف بذلك في حدود المشي أربعة كيلو مترات عند السعة يتخللها هروله توقظ طاقات الإنسان وتشد عضلاته وكيانه وشرب ماء زمزم إبان هذه العبادات وبعدها ثم الجلوس للتدبر والتفكير كلها أسس وفيتامينات للصحة النفسية وهناك معنى خالد لدور الكعبة في الصحة النفسية هذا المعنى هو حفظ القرآن واستذكاره والعمل به والكعبة عنوان للقرآن الكريم يحفظه الناس بين جدرانها منذ طلوع الفجر .. أن قرآن الفجر كان مشهودا ً وفى كل صلاة من الصلوات الخمس تبنى العبادات جميعا على كلمات القرآن وهذه الكلمات هي أسس كذلك للصحة النفسية لم تدع صغيرة ولا كبيرة في حياة الإنسان إلا وضعت له الأسس ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون , وأمرت بحفظه وقراءته إبان تأدية العبادات حتى إذا قضيت العبادات والصلوات يأمر المسلم المؤمن بالانتشار في الأرض والعمل منفذاً كلمات القرآن الكريم متحليا بأخلاقياته ومنتهاه الإحسان العام للنفس والولد والأهل والإحسان كذلك على الأعداء فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم , وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حفظ عظيم , فالمؤمن وهو يحسن على العدو يلقنه درساً نفسيا عله يرجع وهو إذ ينفذ ذلك الدرس إنما يعطى طاقاتها صبرا هو كل السعادة وكل نوال الخير .

والإسلام وهو يأمر المسلمين بالوقوف لله مصلين خمس مرات إنما يملأ كيان المسلم في كل صلاة بمزيد من الطاقات ويحفز نفسه لمزيد من الصبر ويملأ قلبه بالسكينة والأمن والأمان فالمسجد في كل ارض بيت الله والأمن والأمان هبة لكل داخل له متعبد لله فيه وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين واستطرد صديقي قائلاً والوصول إلى الكعبة بعد رحلة السفر الطويل سعادة نفسية يشعر بها هؤلاء السائحون الراغبون في التعبد وأداء الحمد والشكر لله إنهم السائحون الذين يعينهم قوله تعالى التائبون العابدون الحامدون السائحون إن كل خطوة في سياحتهم تقوم بها أجسامهم ونفوسهم ظاهرهم وباطنهم فهي سياحة نفسية علاجية للجسم والنفس معا .

وتؤدى إلى سلوك ذو خلق مستمد من قيم الإسلام وتعاليمه السمحة هذا بعض من علاقة الصحة النفسية بالكعبة وإني أؤمن أن كل توجيه قرآنه يقرأ في جنبات الكعبة هو توجيه نفسي من الخالق الذي خلق الإنسان وأحسن تقويمه فمتى نتدبر معاني القرآن ومتى نتحلى بها

( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر )

 

الدكتور جمال ماضي أبو العزايم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى