الغضب عند الاطفال .. اسبابه وعلاجه

من المشاكل التى يلاقيها الاباء نوبات الغضب الفجائيه الت تتعرى ابنائهم بين حين واخر وهى بين الاولاد اكثر شيوعا منها بين البنات وسنقتصر فى كلامنا علىالحالات العنيفه التى ينفجر فيها الغضب فى عنف وشدة.

أما حالات الغضب الخفيفه التى يشكو منها الامهات فانها طبيعيه لا تدعو الى الانزعاج .

ويجب على الامهات ان يدرك ان الطفل ال1ى يخضع خضوعا تاما ولا تبدو له ميول او رغبات خاصه يحاول التعبير عنها_ أو ذلك الطفل الذى يخضع فى الظاهر بينما هو يضمر غير ما يظهر_ أكثر أشكالا من الطفال الذين يغضبون بين وقت واخر.

تظهر نوبات الغضب هذة على شكل صراخ ورفض بالرجلين أو تجد الطفل ينفجر باكيا ويضرب الارض برجله أو يلوح بيديه فى شكل عصبى او يلقى بنفسه على الارض ويتقلب عليها ويضرب اى شخص يقترب منه ويلقى بما يضع فى يدة من اشياء ويصرخ ويعض ويضرب برأسه فى الحائط أو فى قطعه من الاثاث.

واليبب المباشر لنوبه الغضب هو عدم استحابه الوالدين أو احد الاقارب او احد الاطفال فى الحال لطلبات الطفل وحينئيذ تكون نوبه الغضب هيا تعبير الطفل عن استيائه ووسيله فى نفس الوقت لتحقيق مطلبه وغالبا ما نجد هذا الطفل الذى حققه مطلبه عن طريق الغضب طفلا لا يستجيب لاوامر الاخرين فهو ينفجر غاضبا أذا طلب منه ان يذهب الى فراشه او ان يغسل وجهه او ان ياكل من طعام لا يريد الاكل منه وقد ينفجر الطفل غاضبا حتى يمنع عقابا يوشك ان يقع به او يضع حدا لعقاب واقع به فعلا.

كما قد يغضب بعض الاطفال اذا حاول طفل اخ مشاركتهم فى اكل او لعبه او فى عطف الوالدين _ وهناك اطفال اخرون تصيبهم نوبات الغضب هذة اذا هزموا فى لعبه من اللعب او فى اشجار كانوا يتوقعون فيه  الانتصار_ فتجدهم يقفزون الى اعلى فى حركه عصبيه ويبكون حتى تحمر وجوههم وحتى ياتى اباؤهم ليأخذوا بثأر فى الغالب وفى بعض الحالات تصبح نوبات الغضب هذة شيئا عاديا عند الطفل تعتريه دون سبب ظاهر فهى تحدث حينما يشاء الطفل ان يغضب.

والان وقد عرفنا بعض الاسباب المباشرة لنوبات الغضب يجدر بنا ان نسائل انفسنا عن المصادر الاساسيه لهذة النوبات.

هناك عوامل جسميه تسبب هذة النوبات فأن أى ألم فى اى جزء من اجزاء الجسم خاصه اذا كان هذا الالم مزمنا_ يدعو الى اثارة نوبات الغضب ونحن نلاحظ ان الكبار قد تصيبهم الكابه ويعتريهم الغضب اذا لبسوا احذيه ضيقه أو تألموا من أجزاء جسمهم فما بالك بالاطفال .

وأذا تتبعنا حالات كثيرة من الاطفال نجد ان ظهور نوبات الغضب تتفق مع اصابتهم بمرض معين .

ومن الاسباب الهامه لاستمرار نوبات الغضب وازديادها _ أذعان الوالدين وتسليمها لمطالب الطفل بعد ان يغضب فأن كثيرا من الاباء ينزعجون حينما يروا اطفالهم قد انفجروا غاضبين خاصه اذا كان هؤلاء الاطفال ضعفاء من الناحيه الصحيه .

واذا تكرر اذعان الاباء وتسليمهم بمطالب الطفل يتعود الطفل استعملا الغضب كوسيله لدفع مطالبه .

فكثيرا ما تسمع احدى الامهات تقول لقد بذلت كل جهدى لامنعه من البكاء وعرضت عليه النقود والحلوىولكنه رفضه واستمر فى غضبه الشديد وأخرى تقول أنا لا اطيق أن أراة يبكى ويلقى بنفسه على الارض _ لذلك فأنى اسلم له دائما _ وثالثه تقول أن ابنتى ضعيفه ولذلك أعطيها كل ما تطلب….

فالاباء يذعنون لمطالب أبنائهم اذا غضبوا خوفا من ان يصيبهم اذى أذى خاصه أذا احمر وجه الاطفال وسالت دموعهم بغزارة وبح صوتهم وبدا عليهم الاعياء.

ويتعلم الطفل اسلوب الغضب والحركات العنيفه التى يقوم بها اثناء غضبه من والديه او من احد افراد المنزل فقد يكون احد الوالدين عصبيا لا يحسن السيطرة على انفعالاته ويأتى فى حالته غضبه بحركات يحاكيها الطفل كأنه يقذف بما فى يدة او يلوح باليدين او يضرب الارض بالارجل الى اخر ما الى ذلك من حركات وفى كل مائه من الحالات مجد بينها 13% يكون الوالد مسؤلا عن محاكاه ابنه له فى غضبه خاصه اذا كان الوالد سكيرا حاد الطبع وفى حوالى 31% تكون حدة طابع الام هو السبب وفى 48% من الحالات يشترك الاب والام فى المسؤليه وفى 8% من الحالات يكون احد اعضاء الاسرة هو المسؤل.

وبدراستنا للاطفال الذين تنتابهم نوبات الغضب نجد ان هؤلاء الاطفال عادة ما يكونون جبناء غير مطيعين يخشون الظلام يقضمون اظافرهم ويمتصون اصابعهم وهم عادة من الاطفال الذين قد اضربهم عطف والديهم الزائد ولينهم الشدشفى معاملتهم .

فهم من الاطفال المدللين ولا يمكنهم ان يعتمدوا على انفسهم وان يجاروا من يلعبون معهم من الاطفال كما انه يسهل استثنارتهم وهم عادة انانيون لايمكنهم ما للخرين من مطال وحقوق.

والان للنظر كيف نعالج هذا الاضطراب:

أولا: يجب علينا ان نزيل كل الاسباب التى تكون ناتجه عن البيئه المحيطه بالطفل.

كيف يصبح الطفل هادئا يتحكم فى انفعالاته وهو يرى امامه فى كل يوم أبا ثائرا كثير

الغضب او اما دائما الصياح لاولادها فى شكل عصبى ثائر .

واذا كان من العسير تغيير البيئه المحيطه بالطفل فال بأس من ان ينقل الطفل نفسه الى بيئه اكثر ملائمه لايجد فيها هذا الهياج والغضب وعدم التحكم فى الاعصاب.

ثانيا: يجب المبادرة بعلاج اى مرض من اى نوع سواء اكان الالم الناتج من هذا المرض حادا أو غير حاد وسواء أكان المرض طارئا أو منزمنا بصرف النظر عما اذا كان لهذا المريض أثر مباشر على نوبات الغضب أم لا.وحذار من ان تظن ان الطفل الذى تنتابه هذة النوبات مريضا.

وانه يجب ان يظل بالسرير وان يتعاطى بعض المسكنات .

فيس اضر على تكوين الطفل النفسى من شعورة الدائم بأنه مصاب بمرض عصبى وليس اضر عليه ايضا من عطف الوالدين الزائد فى حاله اعتقادها بأنه مريض.

ثالثا: وهو اهم اسباب العلاج يجب على الوالدين أن يعرفا ان نوبات الغضب هذة ليس لها اى أثر على صحه الطفل وانه لم يحدث مطلقا اى مرض طفل او مات نتيجه نوبه من نوبات الغضب لذلك فعلى الوالدين الا ينزعجا بل يجب ان يظلا هادئيين حتى تنتهى العاصفه بسلام فليس اضر على الطفل فى هذة الحاله من اظهار القلق عليه وأذعاننا لرغباته حتى يكف عن الصياح فأن الطفل الذى احسن ان غضبه هذا وصياحه لن يجيدا شيئا وانه لم ينال ما يطالبه مهما صاح ومهما غضب كوسيله لنيل مطالبه وعلينا الا نعالج نوبات الغضب هذة بنوبات اخرى من جانبنا.

فلا يجب ان نغضب اذا غضب الطفل وأن نضربه أو نصيح به أن يكف عن الصياح ثم يجب على الاباء الا يعرفوا الا النصائح لا تجدى للطفل شيئا فلا يستمع الطفل وهو فى نوبته العنيفه لنصحنا له ومحاولتنا ان نقنعه.

والطريقه المثلى هى ان نترك الطفل يصيح كما يشاء حتى تهدأ نفسه.

واذا كان الوالدان لا يقويا على رؤيه ابنهما فى هذة النوبه العنيفه من الغضب فلا مانع من ان يتركاه فى الغرفه ويذهبا الى غرفه اخرى حتى يهدأ…

فكلما اتجهت نوبات الغضب هذة ندر تكرارها واكن الامل فى القضاء عليها كبيرا واذا كان الطفل يميل الى التدمير أثناء نوبه الغضب فلا مانع من ان نحمله الى مكان لا يجد فيه ما يحطمه ثم نتركه حتى يهدأ.

وبعد ان تهدأ ثورته يجب ان نشعر الطفل اننا لم نهتم البته بغضبه فان اظهرنا لعدم الاهتمام هو فى حد نفسه عقاب اشد وأبعد اثرا من اى صورة اخرى من صور العقاب .!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى