الغيرة عند الاطفال

تظهر الغيرة عند الاطفال اذا ما حال حائل دون حصولهم على ما يحبون سواء كان هذا الشئ المحبوب شخصيا او لعبه او مركز معينا فى الاسرة .

والغيرة تسبب صراعا نفسيا شديدا عند الطفل ولهذا فلها اهميتها البالغه .

فهى كثيرا ما تستثير غضب الطفل وبغضه كما انها قد تولدت شعورة بالنقص _ وهى اذا استمرت مع الطفل ولازمته بعدان يشب عن الطوق أصبحت دافعا قويا يجعله فى صراع وعدم انسجام دائمين مع البيئه المحيطه به. وكثيرا ما يتبع الغيرة شعور بالضعه والانترواء والخجل . والغيرة شئ طبيعى بين السنه الولى والخامسه من حياة الطفل ولكنها كثيرا ما تصبح مسيطرة على شخصيه الطفل اذا بالغ الوالدان فى تدليلهما له _ وحينئذ يندر أن يتمكن الطفل من ان يتكيف مع المجتمع الذى يخرج اليه.

وأهم دافع لاستثارة الغيرة عند الطفل هو رغبته فى ان يكون هذا الحائز الاول لحب والدته _ وهذا هو ما يثير التنافس ين اطفال الاسرة خاصه أذا ما جاء مولود جديد وصرف الام بعض الشئ عن طفلها الكبير والطفل الاول فى الاسرة هوا الذى يتلقى الصدمه الكبرى ذلك انه فى اول سنه من حياته كان محتكرا احتكارا تاما لحب والديه وعطفهما عليه وكان كثيرا ما يسرفان فى تدليله والعنايه الفائقه به ثم يصبح هذا الطفل فيرى شخصا اخر صغيرا قد احتل مكانته من حب الوالدين ورعايتهما ويرى ان اهتمام والديه قد تحول الى ذلك  الدخيل الذى يوشك ان يسلبه حبهما له. حينئذ تضطرب نفس الطفل اضطرابا شديدا ويظهر هذا الاضطراب على صوركثيرة فقد يرجه الطفل الى التبول فى فراشه بعد ان يكون قد تمكن من تبوله وقد يقضم أظافرة او يمتص اصابعه وكثيرا ما يميل الى الانزواء والعزله كأنما هوا يندم حظه العائر الذى حرمه مع الحب والعطف الكاملين دون سبب جناة .

اما الطفل الثانى فقد تعود ان يكيف نفسه فى الاسرة وان ينافس اخاة الاكبر فى حب الوالدين لذذلك فهو اقدر على ان يشك طريقه حتى وان جاء فى الاسرة مولود جديد . لذلك فليس عجبا ان نرى الطفل الاول فى الاسرة يقاسى الام الغيرة المريرة وليس عجبا ان نرى نفسيته قد تأثرت وأن شخصيته فيها خجل وفيها انزلاء .

وقد يغادر الطفل من اخيه الكبير اذا تعود الوالدان أن يقارنا بين مقدرة الطفلين وأن ينحيا بالملائمه على اصغرهما سنا. فقد يكون الاكبر بحكم سنه متقدما فى دراسته بينما لا يزال الطفل الاصغر متعثرا فى مراحل الدراسه الاولى .

وقد يكون الطفل الاكبرر اكثر جاذبيه فيغطى على نصيب اخيه او قد يكون الطفل الول زكرا والثانى انثى فينال الولد من رعايه اكثر ممن تناله الاخت. وقد يكون الابن الكبر ضعيفا كثير الامراض فيجعله ذلك محل رعايته الوالدين .

كل هذة اسباب قد تثير غيرة الطفل الصغير من اخيه الكبير . ومع هذا فان نسبه هذة الحالات قليله اذالا قورنت بحالات غيرة الطفل الكبير من اخيه الصغير .

ولكى نمنع حالات الغيرة الشديدة نستحسن ان يمهد الوالدان لاستقبال الطفل للمواود الجديد بشتى المسائل حتى اذا ما جاء المولود شعر الطفل انه شئ محبب الى نفسه لا دخيل يريد ان يتنزع حب والديه انتزاعا . كما انه يجب على الوالدين ان يقتصدا فى أظهار محبتهما الشديدة وعطفهما البالغ على المولود الجديد فان ذلك مما يذكى نا رالغيرة فى صدر اخيه. غير انه كثيرا ما يبالى الوالدان فى التمهيد لتقبل المولود الجديد فيأتى ذلك بنتيجه عكسيه فهما يكرران توكيدها له انه حتى أذا جاء الطفل الجديد سيظلان على حبهما له. أن هذة العبارة كافيه ان تشعر الطفل بأحتمال تغير عطف والديه مما يثير فى نفس الطفل بغضا للمولود الجديد وغيرة شديدة معه .ومن المعتاد ان يحدث بعض التغير فى المنزل أو تحدث حركه غير عاديه فى اثناء الولادة وكثيرا ما يتأثر الطفل بهذا التغير وهذة الحركات الغير عاديه فقد يحرم من حجرة ألعابه الى حين وقد يغير موضع فراشه او يضع فى مكان لا يلائمه_ كل هذا يجز فى نفس الطفل ويجعله ينظر الى المولود الجديد بعين ليس فيها حب ولا ترحاب.

والغيرة هيا اول تجربه يمر بها الطفل فى حياة التنافس والصراع.

لذلك يجب على الوالدين ان يستغلا هذا الميل للتنافس ولا يحولاة الى غير ذات عداوة وبغضاء .

كما يجب على الوالدين ان يدركا ان اظهار المحبه الزائدةوالمغالاة فى تدليل الطفل ضار غايه الضرر أذ ان مثل هذا الطفل لا يتمكن عادة من مواجهه العالم الخارجى با فيه من تنافس وصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى