الصراعات النفسية وكيف يواجهها الصيام ؟

بقلم / جمال ماضي أبو العزائم

مجلة صوت الجامعة  8/9/1975

 

كلما اقترب شهر الصوم  يشعر  أفراد العالم الإسلامي  بسعادة تعم هذا الوطن الواسع  وتعبر عن الفرحة لدي أعضائه  من الصغار  والشباب والكادحين  العاملين  في أيامه ولياليه الكريمة0

وإذا أردنا أن نحلل هذه الظاهرة  فعلينا ان نركز الأضواء على التغيير  في الحياة الاجتماعية مع حلول شهر الصوم ودلالات ذلك ويمكننا ان نركز  على :-

أولا:- يترتب الناس هذا الشهر  بالاستعداد له 0 والإنسان خلق ميالا للجماع والظاهرة  الرئيسية  في شهر الصوم هي تنبيه  دافع حب الجماعة والتنبيه للتجمع  مع شهر الصوم تنبيه شامل للمجتمع  بأسره في وقت  واحد ولعمل واحد 00 وان شهر الصوم لاكبر مؤثر  على تنبيه حب الجماعة وحب الوطن  من الأيمان والجماعة هنا هم المسلمون  ( إنما المؤمنون أخوة ) فكان الصوم  بإذكاء وتنبيه دافع  وغريزة التجمع  أنما يوصل الى أعلى مقامات الأخوة  الحقه 0 والجماعة والتجمع في ميدان الصحة النفسية وهي قمة  الشعور  بالسعادة  والرضا والهدوء والبعد عن  الخوف والقلق خاصة إذا كانت  الجماعة تقوم كلها بعمل واحد0

ثانيا :- ينال أولادنا منا وبالأخص مع شهر الصوم اهتماما  كبيرا00 أنهم  يجتمعون  معنا عند الإفطار وعند السحور  وتتجمع الآسر  وهي تستعد للصلاة في المنزل  أو في المساجد وتسعد الأسر  بالتزاور  وتسعد أكثر  وهي تستعد  للاحتفال بالعيد ولبس الجديد  وكان لهذا التغيير في نظام الأسرة واجتماع  أفرادها مع الآباء والأمهات  وقيام  هؤلاء بواجبهم تجاه الأسرة والاهتمام  بأفرادها  أثره على الصحة النفسية  0 فلشهر الصوم أثره على ربط أفراد  الأسرة بعضهم ببعض0 وما أجمل  أن  ترى بعض الأسر وقد تجمعوا  يقرءون القرآن ويتدارسون معانيه في حلقات  0

ثالثا:- أن عملية الصوم نفسها  ما هي ألا مزيد من تحكم الإنسان  في دوافعه  والاعتدال  بها الى التوسط والبعد  بها عن الإسراف مصداقا لقوله  تعالي”  وكلوا وأشربوا  ولا تسرفوا أنه  لا يحب المسرفين  ”  هذا الترويض لهذه  الدوافع يؤدي بها الى التسامح مع  قوى النفس الإنسانية 0 والإنسان  الذي  تصطلح  قوي وطاقات  ضميره مع قوى وطاقات  دوافعه يعيش بعيدا  عن الصراع 0 هذا الصراع  الذي يؤدي الى الاضطرابات  النفسية المختلفة  0

رابعا:- ان عملية الصوم  تؤدي الى الصحة الجسمية  فهي عودة بالجسم الإنساني الى الراحة لمعدته وأعضائه  المختلفة ودافعا الى التوسط  بعيدا عن الإنهاك  والتراكمات  المختلفة في  أعضاء الجسم للمواد الغذائية التي  تزيد على حاجته ، هذه المواد الدهنية التي تضني الدموية وتسبب  الأمراض المختلفة والتي يحاربها  الصوم  بفلسفته وتؤدي الى تمتع  الإنسان بالصحة الجسمية  والصحة الجسمية عنوان على الصحة النفسية  العقل السليم في الجسم السليم 0

خامسا:-  والصيام الأصيل هو ذلك الصيام الذي يزيد التأمل ويدعو الى  التركيز وينتقل بالإنسان  الى وفرة العمل ولا يكون ذلك ألا إذا قام الصائم بتطبيق  الشريعة الغراء تطبيقا دقيقا ” نحن قوم لا نأكل حتى وإذا أكلنا  لا نشبع ”  اين الذين يطبقون  هذا النهج  حتى نرى أثر صيامهم  على صحتهم النفسية 0

سادسا :- والصوم بمعناه  الواسع عند فريق  من المؤمنين  القانتين  ليس فقط الامتناع  عن شهوتي البطن والفرج)  بل ترويض لكل  دوافع  الإنسان حتى تصل الى هذه الدرجات لا يكون ألا بسلوك طريق الصوم – طريق الصبر – طريق الجهاد والله المستعان0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى