هل الطفل الوحيد مشكله؟

 

ان طبيب الاطفال النفسى هو الطبيب الوحيد الذى عندما يعرض عليه طفل مشكل يهتم اهتماما بالغا بالكشف على والدى الطفل ، وبفحصهما فحصا وافيا حتى يستبين نموذج شخصيتهما وتعاملهما، وكيف يتفاعلون مع الاخرين .

انه فى كل الحالات يجد ان هناك فى بيئه الطفل مؤشرات تدل على سبب ذلك الانحراف.

ولما كانت شخصيه كل منا تتبلور فى الايام الوالشهور الاولى فى الحياة لذا فكانت المشاكل والاضطرابات النفسيه التى يعانى منها الاطفال لها اثر كبير على مستقبل حياتهم.

واماى امثله عديدة كان لفقدان التربيه الناميه الصحيحه فى فترة الطفوله أثر لما يعانيه هؤلاء المرضى خاصه وأن هؤلا ءالمرضى كانوا اطفال وحيدون فى الاسرة.

حضر للعيادة مريض يبلغ من العمر 35 سنه متزوج ويشكو من اعراض المرض النفسى وأعراض أخرى من الحصار وكان كلما انتهى من شكواه يعيد الشكوى من ثانيه ويطالب الطبيب بالسماح له بتكرير ما يشكو منه ومن وصفه لحالته وكان وكان يكرر حديثه وبدا انه يجد الراحه فى هذا التكرار وأنه يجب ان يكث مع الطبيب أكبر وقت مستطلع وبعد فترة طويله تمكن الطبيب من أقناعه بالبدء فى الكشف الطبى ووضع خطه العلاج وحتى بعد ذلك بدأ المريض فى اعادته وصف حالته ولكن الطبيب كلن قد لم اهميه سماع تاريخ حياته كله من بدئه معه على التو فحص طفولته المبكرة واستجاب المريض لذلك وهو يجد راحته فى قضاء اكبر وقت مع الطبيب .

كان وحيد والديه وكانت والدته تحبه وتعطف عليه واستمر فى الرضاعه سنتين كاملتين وكان من شدة تعلقه بوالدته لا يميل الى احد غيرها كانت هى بدورها تحافظ عليه ليل نهار خوفا عليه خاصه وقد انجيته بعد مدة طويله من زواجها وكان اذا مرض يزداد قلقا عليها ويندر نومها وهى جالسه بجوارة تمرضه وتطلب العون من الاخرين .

أما معاملتها مع الطبيب فكانت المتلهف الذى يطالب الطبيب مرات مرات ومرات وتستعلم منه عن العلاج ولكن سرعان ما كانت طلب الطبيب مرة ومرة تعاود السؤال على سير العلاج وتخشى ان يكون فهمها من الطبيب فهما خاطئا فتعاود السؤال مدفوعه بالخوف على وحيدها .

وكانت تخشى عليها وقد كبر وبدأ فى المشى وفى الخروج من البيت واللعب مع أولاد الجيران كانت تخشى من ذلك الاتجاة ، وكانت تلاعبه هى فى البيت، واذا كان لابد من خروجه فكانت تقف طول الوقت فى نافذة البيت تطل على وحيدها وهو يلعب ، واذا غلبه احد من الاولاد كانت تخشى على كبيرها خشيه كبيرة ، وكثيراما كانت تتشاجر مع الجيران واولادهم وتصف نفسها انها الضعيفه التى لم تنجب الا ولدا واحدا أما الجيران فأولادهم كثيرون ، وبدأ الطفل يخشى اللعب مع الاطفال الاخرين واحب اللعب مع والدته ولكنه كان يرهقها بالطلبات الكثيرة وكانت لاترفض له طلبا واذا رفضت له طلبا لعدم قدرتها على اجابه الطلب كان يبكى ويصرخ ويستمر على هذا الحال حتى يجاب طلبه، وكان الطفل لا ينام الا اذا كان والدته بجوارة وعندما يصل الى سن المدرسه كانت الايام الاولى من دخوله المدرسه أياما قضاء فى البكاء والصراخ ولم تستطع والدته ان تترك المدرسه بسبب عدم قدرته على مصاحبه الاخرين وظل على ذلك الحال عدة ايام وبدأ الطفل فى رفض الغذاء ونقص وزنه عن هذة الايام انها كانت مملوءة بالمخاوف والمتاعب .

وكانت والدته تذهب بنفسه معه الى المدرسه وتذهب لمصاحبته الى البيت بعد انتهاء الدراسه ولكنه كان متأخرا فى دراسته وكانت تقارير المدرسه تدل على أنه من المتخلفين دراسيا وكان والد الطفل من الاباء القلقين الخائفين.

ونكتفى بهذا القدر من حياة ذلك المريض ، لنرى كيف كانت لشخصيه الاب ولشخصيه الام أثارها فى حياته وكيف كان سلوك الام معه وخوفها عليه لانه الابن الوحيد وكان لذلك السبب الاثر الاكبر على ما اتصف به الوالدين من قلقل وعلى نموذج التربيه التى نالها الطفل ، وعامل اخر فى هذة الحاله هى أن الطفل ولد بعد فترة طويله من العقم فزيادة عن القلق من خشيه عدم الخلفه جاء القلق على المولود الذى لو فقد كل الامال فى الانجاب.

وبتحليل هذة الحاله نجد ان :

  • أن الطفل ظل سنتين يرضع من امه
  • لم يصاحب الطفل أطفالا اخرين ولم يلاعب احدا فى السنين الاولى .
  • عندما بدأ فى الخروج للعب كان الزائد عليه سمه ظاهرة
  • بدأ الطفل يهتم بنفسه وقد وجد ابواة يهتمان به غايه الاهتمام
  • لم يستطيع التكيف مع جو المدرسه عند جو الدراسه
  • كان يرى امام اعنيه لهفه والدته على سؤال الطبيب وتكرار سؤالها مرات ومرات ومن هنا بدأ هذا القلق يترسب فى اعماق شخصيته وكان عاملا للوساوس والمخاوف التى بدء يشكو منها فى مستقبله.
  • لم يتحمل المسؤليه تدريجيا فى حياته بل كانت طلاباته كلها مجابه .
  • بدأ يعانى من اعراض جسميه علاوة على الاعراض النفسيه عندما تعرض لمواجهه الواقع عند دخوله المدرسه.

كل هذة الاعراض كانت نتيجه لفقدان اسس التربيه النفسيه فى فترة الطفوله.

  • فألام مصدر لغذاء الطفل ومصدرة للعطف والحنان.
  • واستقرارها وهدوئها عامل هام لاستقرارة.
  • ومقدار ما تتصف به من قدرة على معامله الاخرين يتبلور فى معامله ذلك الطفل للناس فى مستقبل حياته.
  • والمثل التى تتصف بها وحرصها على تلقينها لوليدها هى خلفيه فى المستقبل.
  • وكلما وثق الطفل فى نفسه بين أحضان والديه ونمت هذة الثقه فى معاملته لاخواته والبيئه التى يعيش فيها واستمرت للرفاق والاصحاب كلما كانت شخصيته صلبه تتحمل متاعب الواقع وصعوباتها.
  • وكلما حمل الوالدين الطفل بعض المسؤليات فترة بعد فترة وعاوناة على انجاز هذة المسؤليات كلما واجه المسؤليه بصدر رحب.

وعندما ينحصر افراد الاسرة على الام والاب والابن الوحيد كان لازما على الاباء ان يرعوا هذا الوليد رعايه اكبر فى ميدان الصحه النفسيه ويرعوا نفسهم اولا ويحاولوا من اليوم الاول بنسيان الاتجاة الى الخوف ويعاون كل منهما الاخر فى هذا الاتجاة ويضعوا امامهم ذلك المثل الذى أوردناة فى مستهل هذة الكلمه حتى يكبر الوليد فى جومن الحنان والعطف وتحمل المسؤليه أخذا الامان والثقه من ووالديه مستمرا فى معامله المحيطين به بنفس الثقه والامان متحملا المسؤليه متصفا بالخلق البناء بعد ان اخذ الاسوة الحسنه من البيئه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى