السيرة الذاتية للسيد / محمود احمد ماضي ابو العزايم

محمود أحمد ماضي أبو العزائم 1305 – 1371 هجرية

وليد السيد/ محمود أحمد ماضي أبو العزائم  في سنة 1889-1305هـ وكان والده الشيخ/ أحمد ماضي الأديب الصحفي الذي يطلق عليه شيخ الصحافة والذي أسس مع صديقه الشيخ/ على يوسف جريدة المؤيد وكان مديرا لتحريرها في الفترة من أول ديسمبر سنة 1889، حتى الثلاثون من سبتمبر 1891م، حين استقل الشيخ على يوسف بالجريدة، وتوفى بعد ذلك في عام 1894م، بعد مرض عضال تاركا ابنه الوحيد محمود من نتحدث عنه في كنف شقيقه السيد/ محمد ماضي أبو العزائم صاحب هذه الترجمة، الذي كفله وجعله كأحد أبنائه حتى وافته المنية سنة 1937م.

ولقد تعلم السيد/ محمود أحمد ماضي أبو العزائم في مدرسة الإمام أبي العزائم منذ أول أيامه معه ، أن العلم هو القيمة الحقيقية التي يجب الاهتمام بها، وذلك حين تقرأ في هذه الترجمة كيف أن أبو العزائم حين اصطحب معه ابن شقيقه محمود إلى بلدته محلة أبو علي لتقبل العزاء، وحضور جنازة والده بعد أربعين يوما من وفاة شقيقه أحمد، ترك لزوجة أبيه وأبنائها كل الميراث المادي لوالده، ولم يأخذ لـه ولأشقائه إلا مكتبة والده العلمية الكبيرة الخاصة بوالده وأجداده.

وقد تأصلت هذه النشأة فكان السيد/ محمود ماضي أبو العزائم أديبا بارعا وشاعرا مجيدا وقد ترجم من الإنجليزية كتاب كشف المحجوب للهجويري والذي طبعه الأزهر الشريف، وقد تخرج المؤلف من المدارس الأميرية بالسودان وعمل بحكومة السودان حتى سنة 1339هـ ، حيث عاد إلى مصر فعمل بالتجارة ثم بمحافظة القاهرة وأنهى حياته العملية بوزارة التموين.

وقد شرح أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وطبعت مسلسلة في مجلة المدينة المنورة أما عن شعره فهو شاعر مجيد بحق ولكن لم تطبع أشعاره بعد وهذه نبذة منها:

  • فمن قصيدة نسج البردة:
مالي أهيم بهذي الأشهر الحرم

 

ازداد شوقا بها للمفرد العلم

 

أحن ولهان للذكرى مجمعة

 

في الحج للبيت للمحبوب في القدم

 

جوى ووجد ونار الشوق مسعرة

 

تزيد بي زفرات الوجد في ألم

 

يخفي فتظهر لي نفسي أزايدها

 

عن شاهد الصدق أمالا بذي سلم

 

يا دمعة الشوق فيضي لو غار جوي

 

يا جمرة الحب فازك ثم واضطرم

 

لعل رحمة ربي حين يرسلها

 

تعمني بجزيل الفضل والكرم

 

رباه أوبقت نفسي في صباي وقد

 

شاب الفؤاد وحالي غير منتظم

 

أعوذ بالله من نفسي وكبوتها

 

وحفظها في هوى يعمي وقد يصم

 

أنذرتني وهي لا تنفك في زلل

 

وحيلة المرء أحجام عن السلم

 

وما برحت أناجيها وأنصحها

 

وكلما زدت زادت في عمى البهم

 

وليس لي من مجير في غوايتها

 

لا الشفيع المرجي خير معتصم

 

محمد من أتى بالرشد أجمعه

 

كأن البدر في داج من الظلم

 

من قبل بعثته النبراس ظاهرة

 

أعلامه في كمال الخلق والعظم

 

أمينهم كان في بنيان كعبتهم

 

قد جاءهم لكما لولاه لم تقم

 

من بعد بعثته شمس على فلك

 

لعلياء تسري لخير الخلق كلهم

 

2- وله قصيدة سنوية في ذكرى الإمام أبو العزائم كان يقرأها في الاحتفال بهذه الذكرى في أواخر شهر رجب!.

ففي الذكرى الحاديثة عشر لانتقال أبي العزائم أي سنة 1369هـ – 1948م قال:

جوى هو نعم الزاد للمتزود

 

ووجد به تصفوا مشاهد مسعد

 

وذكرى بها هذا الفؤاد متيم

 

مدى كل أنفاسي بوجد محدد

 

تذكرتها والعين تزرف دمعها

 

هتونا وسقمي زاد حولي عودي

 

وطاف نسيم الحب هب مع الصبا

 

بأنفاسه أزكى أدكاري لموعد

 

وفاصحته لي بالذي قد علمته

 

تذكر فإما أن تذكرت تشهدي

 

فقلت وهل غاب الحبيب ومادرت

 

بأن الذي أهواه للحق مرشدي

 

معي أينما قد سرت والله شاهد

 

يعد لأنفاسي ويحصى مقاصدي

 

ويسمعني صفو الحديث معنعنا

 

عن المصطفى الهادي فتزكوا أوابدي

 

أو أبد نفس حرة ما عهدتها

 

سوى بالذي يهواه تحيا فتسعد

 

قضيت لعشر بعد وتر كأنها

 

مضت مثل لمح البرق في حال واجد

 

يدير على روحي الطهور فأحتسي

 

مدامته صرفا فتصفو مواردي

 

وما زال ماضي العهد بيني وبينه

 

يوالي فتاة الصب كل تودد

 

3- واختم هذه النبذة بقصيدة لـه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده.

أزكى التحيات للهادي أؤديها

 

كذا الصلاة وأني لي أوفيها

 

فالله صلي عليه والملائك قد

 

أدوا صلاة صـلاة الحب زاكيها

 

للفاتح الخاتم الماحي لما كسبت

 

أيد من الشرك أعيت من يداويها

 

محمد صاحب المعراج من كشفت

 

عنه الستائر حتى لاح خافيها

 

وصاحب الحوض من ترجى شفاعته

 

إذا لا شفيق سواه قائم فيها

 

يوم الذي كل مبعوث على وجل

 

وقد يخاف هناة الأمس خاشيها

 

يا سيدي قبل خلق الكون من عدم

 

وآدم بين أخلاط يعانيها

 

وخاتما لرسالات مقدسة

 

ختم الرسالات أغلى موضع فيها

 

وقبضة النور والمولى القدير لقد

 

أجلاك يا سيدي نبراس عاليها

 

الله نور ومنك النور منبعث

 

إلى العوالم يمحو من دياجيها

 

سبحان من خلق الدنيا بأجمعها

 

إلى الذي جاء بالقرآن يهديها

 

قد خصص العلم تنجز الإرادة في

 

عوالم الملك يبديها وينشيها

 

والعلم ثلو صلوحي لـه قدم

 

ولا ابتداء لعلم الله تذويها

 

وكنت في العلم نورا ساطعا أبدا

 

تطوف حولي مجالي الذات تجليها

 

يا أول البدء من سر الإرادة إذ

 

في الختم قد فقهت روحي لداعيها

 

من جاء قبلك لم يبلوا بلاءك

 

في هداية الخلق للرحمن باريها

 

من قام فيهم مدى ألف وما فقهوا

 

لدعوة الحق حتى أغرقوا فيها

 

ومن دعاهم وأنجاهم فما لبثوا

 

أن بدلوا نعمة الرحمن تشويها

 

أو الذي جاء روحا صافيا فغدت

 

فيه الأكاذيب لا تحصي مساويها

 

من قيل عنه هو ابن الله جاء لهم

 

في ذي الحياة ليمحو ظلم خاطيها

 

تبارك الله لا كفؤ لـه أبدا

 

كلا ولا ولد يبلي ليمحوها

 

وبقطر الدم إذ صلبوه في الظلم

 

فأين كان أبوه وهو رأيها

 

هذا هو العجز والمولى تنزه عن

 

عجز سداه أكاذيب لراويها

 

وقيل رب تجسد ويحهم أفكوا

 

أفكا تدك لـه الدنيا ومن فيها

 

يضاهئون به قولي الأولى سبقوا

 

أوزيس وأوزوريس رع ذل داعيها

 

ثلاثة لأقاليم مبعثرة

 

والله جل تعالى أن يدانيها

 

أحدبة الذات أغنت عن مقارفة

 

للعقل في ظلم الأهواء ينفيها

 

ما شمها العقل إلا فرد من خجل

 

وكيف يرضى خبالا أن يواليها

 

لله أنت أوريتها شبها

 

من الحقيقة تمحو حجب باغيها

 

فأنت قومت بالقرآن أنفسنا

 

لفطرة الله أغنت من يواليها

 

جمعت حولك بالتوحيد من نسم

 

كانت مواتا فأحياهم مناديها

 

يا مصطفى الله أن كان عذريا فلي أمل

 

في الفوز بالقرب تشريفا لتاليها

 

فأكتب لمحمود ماضي ما خصصت

 

به أهل المحبة واكشف لي مرائيها

 

حتى أتيم في حبيبك يا أملي

 

وأكشف السر للآباد ترويها

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى